جبهة 14 آذار في بلاد الشام نعم للأسيرلا للجيش
د.نسيب حطيط
أعلن مؤتمر مجدليون "أن شعارات الأسير تمثل ما يطالب به نصف الشعب اللبناني، ولبنان دولة محتلة من حكومته والبزة العسكرية تخيف المواطن اللبناني" !!
هذا ما صرح به نواب المستقبل وأيدهم أمراء "14 آذار في بلاد الشام" في إجتماعهم التضامني مع أحمد الأسير وعناصره المتعددي الجنسية خاصة من السوريين والفلسطينين الذين قتلوا 18 شهيداً من ضباط الجيش اللبناني وجنوده وطالبوا بإنزال العقوبات بحق العسكريين الذين دافعوا عن أنفسهم وتصدوا لإرهابيي الأسير.
إن المعركة ضد الجيش اللبناني تتلاقى مع هجوم الإخوان المسلمين على الجيش المصري والجماعات التكفيرية في سوريا ضد الجيش السوري وكأن الهدف القضاء على الجيوش العربية من الجيش العراقي واستنزاف الجيش السوري لشل الذراع العسكرية النظاميةالتي يمكن أن تحمي الحكومات والكيانات أو تهدد الكيان الإسرائيلي بالتوازي مع القضاء على حركات المقاومة أو تدجينها (مثل حماس) أو نزع سلاحها في لبنان.
"14 آذار في بلاد الشام" تناصر وتدعم المعارضة السورية ويطالب بعضها بشعار "ليحكم الإخوان" وللأسف سقط حكم الإخوان في مصر وكنا نتوقع ذلك لأن تاريخ رافع الشعار مليء بالهزائم وما تحالف مع فريق إلا وانهزم وأخرج من السلطة أو هجر، ولذا كان تحالفه مع الإخوان فأل خير على لبنان ونذير شؤم لهم !!
تنادي "جبهة 14 آذار في بلاد الشام" بنزع سلاح المقاومة منذ سنوات وهي تعزف على أوتار الفتنة المذهبية حيناً وعلى أوتار الإنهيار الإقتصادي أو إنعدام السياحة حيناً آخر وتارة بالتهديد والوعيد من الضربات الإسرائيلية أو طرد اللبنانيين (خاصة الشيعة) من دول الخليج ... لم تترك "جبهة 14 آذار في بلاد الشام" سبيلاً أو وسيلة للقضاء على الدولة أما بالسيطرة والمصادرة أو التجميد أو الشلل إلا وسلكته حتى كاد بعض نوابها يفرض نفسه حاكماً عسكرياً على إمارة صيدا...وهنا نسأل قانونياً هلى يحق لنائب لبناني أن يرأس إجتماعاً لقادة الأجهزة الأمنية والإدارية في منزله... وبأي صفة ؟وهل قرارات هذا الإجتماع إلزامية وهل حلّ هذا النائب أو النائبة محل الحكومة وقيادة الجيش ؟!
في بلاد العجائب المسمى لبنان صار أحمد الأسير ضحية و وبطلا مع مسلحي النصرة والقاعدة ... وتحول الجيش اللبناني إلى متهم وكان عنوان إحدى الصحف مدوياً ،حيث كتب في أحد عناوين أخبارها (توقيف خمسة عسكريين وخمسة أسيريين!!) وكأن المطلوب التوازن ما بين الجيش والإرهاب على قاعدة 6 و 6 مكرر وهذا ما يهين الجيش ويذله ويدعم الإرهابيين ويحفزهم لتفجير السيارات المفخخة لأن لهم من يدعمهم في لبنان !
لقد اعتاد الناس على قيام الجيوش بالإنقلاب ، وبما أن لبنان لا تنطبق عليه قواعد أو أنظمة عامة فهل يعلن الجيش اللبناني الإضراب عن القيام بمهامه مراعاة "لأمراء بلاد الشام" والمذاهب والأحزاب والطوائف ويعلن استنكاره لما يتعرض له ،وبما أن الجميع لا يثقون به فلماذا يطالبونه بالتدخل ... فليرجع إلى ثكناته و كل فريق يحمي نفسه خاصة "14 آذار لبلاد الشام"التي تتحصن بمليون نازح سوري ونصف مليون فلسطيني وبعض المهاجرين من السلفيين وربما التمني بأن تقوم إسرائيل بضربة للمقاومة...!
على اللبنانيين الشرفاء دعم الجيش وحمايته وعلى أهالي شهداء الجيش التقدم بالدعاوى القضائية على الأسير وجماعته والمحرضين والداعمين فمن لا تحميه عشيرته أو حزبه أو طائفته سيضيع دمه....ولأن الجيش مصفد بالقيود القانونية والسياسية ،فيلتحد أهالي الشهداء وأصدقائهم لتنظيم حملة الوفاء للشهداء وحماية الأحياء رفضاً للفجور السياسي الداعم للإرهاب الذي كانت آخر مجازره انفجار الضاحية على الطريقة العراقية لعدم امكانية المستقبل وحلفاؤه من مواجهة المقاومة بالسلاح كما صرح احد نوابهم .
سياسي لبناني*
بيروت في 9/7/2013